القــــلـــــــــب الزاعـــــــــــــــر
















         
    القــــلـــــــــب الزاعـــــــــــــــر    
كما كنت أشاهد بستاني الذي وراءكليتي وكانت الريح تسرع بسراعتها حول البلدة التي فيها كليتي , وكانت الأزهار تتمايل في الهواء وكانت أرض البستان مخضرة كأنما فصل الربيع مأتي به من الجنة- فلما أفلت الشمس عدت الي رحاب الكلية و أصدقائ أيضا , ثم مطرت السماء مطرا غزيرا حتي جعل الماء يتميج حول الكلية في الأبار والحفر..
وكانت الليلة ذا ظلمة ودهمةلا يري فيها الفضة المنورة , ثم أخذتني الكري تزعجني حتي اضطجعت علي الفراش في جنب عبد العزيز ( صديقي الأخص)  وصحت بغة صياحا شديدا –
فما مضي غير خمس لمحات أن لبثت بعد أن صحت حتي اجتمع حولي كل أصدقائ وجل أهل  كليتي من مالطملبة إلي العميد .. وقالوافي صوت واحد
"ما جاء بك اليوم ؟ ولماذا صحت صوتا قبيحا " ؟؟؟
قلت : لا ‘ ما صحت , فكذبتهم ... ثم ل ما تركوني وحدة في غرفتي ‘ سألني أصدقائ "ما الذي صحت عليه "؟  فقلت :كنت أنام فرأيت في المنام ‘نصرة‘ (صديقتي المحبوبة) أنها تصيح بإسمي بعض الناس حولها يهددونها بأن تتركني وتكون بعيدا عني وأيضا يحتلون عليها ‘ فلما ضربها أحد منهم وصاحت بإسمي صيحة لو سمعتموها لانخرفت أذانكم"..... فقالوا.
" وما الذي منعك من هذا للعميد ‘رجيب باشا " قلت : لوعلم أني أحببت‘ نصرة‘ لفصلني من الكلية لسنة أو لعاقبني عقابا شديدا "
"هل هي تعلم أنك أحببتها " قالوا في حيرة
"نعم . إني أحببتها من صبيتي وأيضا هي أيضا تحبني " قلت بغير نفخة في أنفي وفمي فما لبثت لمحة بعد أن قلت ذاك وضع صديقي عبد العزيز يده علي فمي وقال أسكت ولاتفش سرك هذا بل استره ولا تقل هذا لأحد "
ثم قلت له : ولكن ما لنصرة  ؟ أين تكون الأن ؟ ومن تساعدهاوتنقذها من أولئك الشياطين ؟؟ "نم الأن سنريدها في الصباح " قال كما كان ينصحني
ثم نمنا لكن لم يدع فكر ‘نصرة ‘ الكري أن تزورني وضيق الفراش والمكان علي بما رحبا.. وجعل وجهها الجميل يدور حول دماغي كما تدور الأرض حول الشمس وكان يتفطر فيها .. فلما وجدت عبدالعزيز نائما ‘خرجت من غرفتي ‘ وكان السماء تمطر مطرا غزيرا , ثم فررت إلي خارج الكلية , فلما وصلت علي بابها وجدته مغلقا وكان الحارس ‘عابدحسين ‘ نائما .. فلحثمت بعض لمحات أتفكر في الوثب علي الجدار وبعد برهة قليلة قدّمت أحد قدميّ إلي الأرضالمملوءة بماء السماء و رفعت قدمي الأخر إلي الجدار لأثب عليه , فلما وضعت قدمي عليه إنزلقت وسقطت في الماء فصحت صياحا طويلا حتي إستيقظ الحارس عابد حسين – وكان بيني وبينه علقة خاصة – وصرخ في الصوت العالي ..
من أنت يا ذا الصوت؟""
قلت:" أنا, يا عابد," قال ",من أنا ‘ ماسمك؟"
قلت : إسمي عالم ‘.. فقال " ماذا تصنع هناك في الوبل يا عالم ؟"
" هناك بعض الأسرار , سأبينها لك صباحا" قلته في الصوت الخفي  ,فالأن إفتح لي الباب .
"أين تذهب الأن " سألني في حيرة ,فقلته " لاتسألني شيأ فإن الوقت لا يدعني أن أقول لك شيأ "
فقال : هل إستأذنت العميد : قلت :"لا ما إستأذنت"  فقال : فلا أعطيك المفتاح : "إعطني المفتاح وانظر إلي حالي كيف هي, وإلي هاجسي كم مضطرا إليها,وأنت صديقي فإنك إن أعطيتني المفتاح كنت لك ممنونا لك طيل حياتي " إستعطفته
فرحمني عابد أعطاني المفتاح , فخذته عاجلا من يده كما الطير يلتقط حبا أمامه .
ثم ذهبت وفتحت الباب وقلت له " خذالمفتاح واغلق الباب "
فقال " لاتفش هذا السر عند أحد وعند العميد خصوصا "  قلت "أجل "  "والله يعصمك من البال " دعا لي  , ثم ودّعته وسلّمت وعدوت من هناك إلي بيتي
فإذا جلغت بيتي وجدت كل أهل البيت في الكري العماقة  ,ثم دخلت في داخل البيت وخلعت الثياب المبللة ولبست الجوخ والعباء فوقه والبنطلون وأخذت معي مظلة  , ثم خرجت من الدار كما يخرج اللص مختبئا ومتواريا وأرد ت إلي بيت نصرة
وكان بين بيتي وبين بيتها مسافاة فيها أشجار ذوات أغصان شامخة , وكانت الليلة ذا كحلة شديدة لا يستطيع الرجل أن يرى يده ولا جسمه , فإذا دنوت منها فعم خاطري خوفا وحذرا , والله لا أدري ما كان بي لماذا ماكنت أقبل  إليها , وجلست مضطربا في ظل الجدار الكبير المبني للحمي .. وبعد ساعة بتّل المطر وانقطع الوبل فقمت وأردت إليها , ثم بلغت إلي بيتها أتعدي عزائق عظيمة وعقاة مشطلة وأعد أقدامي الخوف في حاكة الليل .
فلما بلغت علي بابها طرقت الباب حتي كلّ متني ولكن لم يسمع قولي وندائ أحد ولم يصل صوتي إلي أذن أحد  , فكلّ متني بطرق الباب قعدت محزونا وأيسا أمام الباب وكنت أتأمل أنها قد ماتت وتركتني في الدنيا وحدة – وكنت أشعر وحشة وكلا..
فلما رعد الدوي وقصفب, إستيقظ أهل البيت وفتحت نصرة الباب فوجدتني جالسا أمام الباب وصرخت "ما هذا يا عالم  , لماذا جلست هاهنا ؟, هل جئت وحدك؟  وما شأنك ؟"
فإنها سألت كل الأسئلة بمرة واحدة وانزعجت وقدشاهدت في وجهها علامات الإرتباك ..
"أنا بخير والله من ذهول دهمة الليل وفزعها " قلتها جوابا لسلؤالها  "ألست بخير " سألتها  ثم جعلت أتفحص يدي علي رأسها ووجهها لـأعلم هل أصابها ألم أو جرح ..
وبعج مدة قالت : " لماذا اصنع هكذا "؟ فأخبرتها عن ذالك الحلم الذي رأيت في الليلة ..
وبينما كنت ابينها عن ذلك الحلم سقط دمعها علي ظهر يدي اليمني بغتة فسالت عن ذلك قالت هذالدمع دمع الفرح والسرور فانك تحبني  حبا وذهب فيه كل المذهب ولكني الغافلة عن حبك في لم أفهم حبك, فاعتنقته
  فبينما كل كذلك اذا بلغ صديقه الاعز عبدالعزيز وكان الصباح قد نورالدنيا بنوره القوي
قلت كيف انت ههنا يا صديقي
قال استقظيت في الصباح لم اجدك في جنبي كل وجدت فراشك خاليا فتخوشت وخفت عليك ولهذا فررت من الكلية الي هذا.....
ي إعتقالهم ...             
وفي جانب آخر كانت دماء أحمد تجري وقفا وقفا لخوفه علي سلمي أن لا تعرض عنه ‘ لما كان يرغب فيها ويحبها وعدم بثّة سره بين أصدقاءه في العسكر إن لم ينجح في العمل -           
 قام أحمد ودخل حجرة سلمي فإذا رأى أحوذة ثلاثة رجال  وفعم قلبه خوفا وذعرا....وقال لسلمي
"من دخل البيت قبل برهة"؟
 "علمي وعلمك سواء " قالت تجيب لسؤاله ,
ونادي أحمد وقال لهم:" أدخلوا الحجرة وانتشروا كل ناحية الحجرة ".فانتشروا مع سيوفهم المغتمدة.
وجلس أحمد علي أريكة سملي معلقا رجليه فاذا رأي الثلاثةُ الذين كانوا تواروا تحت سرير تها رجلَي أحمد معلقتين, فأخذ احدمنهم رجليه وأسقطه علي وجهه وخرج الدم من أنفه وصرخ أحمد.
"ها تعالوا ههنا أولئك الشرار والمجرمين اعتقلواهم "
.. ثم أخرجوهم من تحت السرير, والتفت أحمد الي سلمي ينظر اليهابنظر النفرة ظاهرا وبنظر الحب والمحبة والغرام باطنا, وكان قلبه يرهل للقاءها ولكن من الاسف البالغ ان أقاربها ظهروا مجرمين في يده ففحصت سلمي النظر فيه وعلمت حالات قلبه الذي جرح في الحب فيها, ثم نظرت اليه بعينيها المدموعة في حزن أحمد وعدت اليه حتي لصقت به وأخذت تبكي مصرخة وتقول :" اذهب بي أيضا معك إلي ما ستسكن فيه " واستأذنت والديه ـ وكانقد ذاب قلباهما ‏‏‏من شدة الحب بينهما ـ فما أذنهما فقط بل دعوا لهمابا لخير , وترك أحمد أقاربها الثلاثة الذين اضطادوا علي إحسان وقال لهم :" ان لم ات بيتكم ما جعلت سلمي عروسا لي وما رأيت هؤلاء أسندةالعروس , أشكركم من عماقة قلبي  وسأعالج إحسان عاجلا".



Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

Post a Comment