الجنّة التي لم يدخلها مالكها















الجنّة التي لم يدخلها مالكها             
لمّا بعث الله هوداعليه السلام إلى قوم عاد فدعاهم إلى الله تعالى فقال له شدّاد"إن آمنتُ بإلهك فماذا لي عنده؟ قال هود عليه السلام"يعطيك في الآخرة جنّة مبنيّة من ذهب و يواقيت و لؤلؤ و جميع أنواع الجواهر". قال شدّاد: أنا أبني مثل هذه الجنّة ولا أحتاج إلى ما تعدني به.فبنى شدّاد مدينة كبيرة يدهش كل من رآها و اشتهرت بإسم الجنّة على وجه الأرض، ولكن أماته الله تعالى لما أراد الدخول حتّى لم يدخلها صاحبها.
و بعد موته أخفى الله تلك المدينة عن أعين الناس، فكانوا يرون بالليل في تلك البرّية التي بنيت فيها   معادن الذهب والفضّة واليواقيت تضيئ بالليل، فإذا وصلوا إليها لم يروا شيئا. وقد نقل أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له عبدالله بن قُلابة الأنصاري دخل إليها في خلافة معاوية رضي الله عنه، و ذلك أنه ضلت له إبل فخرج في طلبها فوصل إليها، فلما رآها دهش و بهت و رأى ما أذهله و حيّره و قال في نفسه: "هذه تشبه الجنة التي وعد الله بها عباده المتقين في الآخرة" فقصد بابا من أبوابها، فلما وصل إليه أناخ راحلته و دخل المدينة فرأى تلك القصور والأنهار والأشجار ولم ير في المدينة أحدا، فقال "أرجع إلى معاوية رضي الله عنه و أخبره بهذا المدينة وما فيها" ثم حمل معه شيئا من تلك الجواهر واليواقيت في وعاء و جعله على راحلته، و علّم على المدينة علامة، وقال في نفسه قربها من جبل عدن كذا و من الجهة الفلانية كذا، ثم انصرف عنها بعد ما ظفر بإبله، وجاء إلى معاوية رضي الله عنه بدمشق و أخبره بجميع ما رآه. فقال له معاوية رضي الله عنه : في اليقظة رأيتها أم في المنام؟ فقال "بل في اليقظة و حملت معي من حصبائها" فأخرج له شيئا ممّا حمله من الجواهر واليواقيت، فتعجب معاوية رضي الله عنه من ذلك ثم أرسل إلى كعب الأحبار رضي الله عنه ، فلما دخل عليه قال معاوية رضي الله عنه: يا أبا إسحاق هل بلغك أن في الدنيا مدينة من ذهب؟ قال "نعم يا أمير المؤمنين وقد ذكرها الله عزّوجلّ في القرآن لنبيّه صلى الله عليه وسلم بقوله عز من قال {ألم تر كيف فعل ربّك بعاد، إرم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد} وقد أخفاها الله تعالى عن أعين الناس و سيدخلها رجل من هذه الأمة يُقال له عبدالله بن قُلابة الأنصاري، ثم التفت فرأى عبدالله بن قُلابة الأنصاري فقال: ها هو يا أمير المؤمنين و صفته و إسمه في التوراة ولا يدخلها أحد بعده إلى يوم القيامة.
وقيل إنّ ذلك كان في خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه و أن الرجل الذي دخلها حكي ذلك لعمر بن الخطّاب رضي الله عنه فلا يُنكره ولا من كان حاضرا بل قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يدخلها بعض أُمتي".

شيخ اسدالله شاهي                                     الإسم:

جامعه دارالهدي الإسلاميي                   المدرسة:






Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

Post a Comment