الحـــــــــــــــب المجـــــــــــهول













الحـــــــــــــــب المجـــــــــــهول
هربت إمرة ذ ات  شعرة طويل ووجه جميل تبكي من نا حية الجبل الأصغر من جبال ‘ يمن ‘ – وفي جانب الجبل الصغر كان مكتب أحمد  -القائد الأعظم لجيش يمن – وكان غير متزوج ‘ بلغ صوت البكاء إلى مكتب أحمد وسما الضوضأ فيه , ففزع أمحد لذ لك وتأمل في صوت البكاء , من هي الباكية ؟ لعلها إمرة عزيز (صديقه الخاص) قام  عن كرسيه وخرج عاجلا من المكتب فإذا هي إمرة تبكي تعدو إلى مكان غير معلوم – ما كان أحمد شاهد إمرة قط أجمل منها في زمانه  .وقال مسمعا قلبه  " لله درّ ما أحسن في النظر وجهها وفي المروءة أخلاقها " ,ثم عدا إليها ليساعدها ... لكن تلك الفتية الجميلة جعلت تفر وتعدو إلي وادي الجبل الأصغر مفزعة وخائفة .                                                                                    
جلب أحمد وضوضأ في الصوت العالي ." قفي يا إمرة أجنبية ولا تخافي فإنا مساعدوك ومبلغوك إلى منزلك "
فوقفت وتفكرت في هذا الرجل الكريم ," من هو الذي مستعد لنصرتي وأنا هاربة من كليتي " ثم مسحت دموعها وتقدمت إليه
"من أنت ؟ ومن أين تجيئين ؟ وأين تذهب إلى الأودية ؟" سألها أحمد يتقدم إليها
"أنا ‘سلمي ‘ أذهب إلي بيتي منجية من شر بعض طلاب الكلية ,فإنهم يريدون أن يأتوا بي فاحشة وأنا لا أريد ذلك بل لا أحبه" قالت جوابا لسؤاله
وسمع كل ذلك ينظر إلي وجهها ,وكانت علامات التعب والنصب تري في وجهها وجبهتها وكان العرق يجري علي عنقها ومنكبها وصدرها وأيضا كان ماء الماء العرق غالبا علي ظهرها وكان ثوبها مبللا ..
وقال :" تعالي معي إغرفتي لتبدلي ثيابك المبلل با لعرق واغسلي ثم نبلغك إلي منزلك "
وطفقا يذهبان إلي إحدي غرف المكتب , وتعارف أحمد نفسه حول المشي إلي الغرفة –وكان قد نزل                                  الحب في قلبه بنظر واحد إليها   فحزن أحمد حزنا شديدا لحبه لها , وأرسل إحسان – جند من جنود تحته –إلي هدايدة  -بلدة من بلاد يمن وطلب منه أن يبتاع ثوبا جديدا جدا
فلما دخلا الغرفة جلس احمد علي الكرسي وبقيت قاءمة ساكنة وبين يديه كرسي خالي
"اجلس مشكورا": قال احم
 شكرا جزيلا لا اجلس اللآن بل اريد ان ابدل لباسي "  قالت له سلمي في صوت خفي
"إجلسي قليلا واسترحي حتي أتي إحسان بثيابك الجديد من السوق"  قال لها أحمد يكرمها كالمضيف يكرم الضيف

"من يأتي بثيابي الجديد من السوق وليس لي حاجة إليه " سألت سلمي متعجبة
              "أذهب إلي الحمام لإبدلي لباسي الذي عندي في حقيبتي " قالت و هي تمشي إلي الحمام ثم دخلت في الحمام
وما زال أحمد جلس منتظرا لها حتي غلبت عليه الكري ونام واضعا رأسه علي الطاولة ,والقلب يذكر  سلمي . ومازال .....
فإذا عادت سلمي في لباسة ملونة جديدة وجدته نائما محزونا فأيقظته وقالت : "يا أحمد إستيقظ ,وأين الرجل الذي أرسلته إلي السوق ليبتاع لي لباسا "
فلما استيقظ أحمد لم يجد إحسان , فخاف عليه فان الوقت كان قد طال طويلا بعد إرساله ومضت ثلاثة ساعات

فخرج أحمد من الغرفة وجمع الجنود وقال لهم  " إني أرسلت إحسان إلي السوق قبل ثلاثة ساعات لكن لم يعد , فإني أخاف عليه أن يقتل أو يخطفه أحد"
قالوا :" ماذا تقول يا قائد الجيش , إنه جند وليس لاحد قوة ولا طاقة أن يقتله أو يخطفه  فإن له إستطاع أن ينجو منهم"
ومازال أحمد قائما ولم يقل حرفا خلافهم , وعاد إلي غرفته ولم يكن الخوف الأن مخففا حتي سمع جلب رجل من وراء الجبل الأصغر , فازداد الخوف والقلب جعل يحرك شديدا وصاح في صوت عالي " يا إحسان , أين أنت ؟ أجئ لأساعدك , قف هناك " قال أحمد في الصوت الممتلئ با لقلب المحزون والمغموم المكروب
. وقال أحمد لسلمي ذاهبا إلي إحسان  : " إن كان لك خصاصة مني أو حبك لي فعودي إلي الغرفة وأرصدينا"
" لا ,لا , أحب أن أتركك , إذاً لا شئ بغيرك " أخذت تصخب وهي تتبعني
وقف أحمد وفكر فيما قالت وقال ," ما جاء بك , ماذا تقول فإنك تقول غير جدير
 " قولي جدير بك إستمع واستجمع كلامي " قالت في لحظة المقذوف في الجرم
ففكر أحمد وفهم أن الحب لي قد هيأ بيتا في قلبها وتريد سلمي أن تعمر ذلك البيت ’ ثم حلف أحمد أنه سيعود إليها وذهب إلي إحسان ‘ فلما جاوز وادى الجبل الأصغر وجده معلقا علي شجرة وملونا بالدم وقد كان إضطهدعليه أعدائه حتي مابقي لإحسان قوة ينجو بها ويصارعهم , فلما رأى ذلك أحمد وفقت رجلاه ولم تتقدما وفقدقوة المشي  وأخذ يصخب :" ياللناس لإحسان , ويا الله ماهذا ,مارأيته قط في هذه الحالة إنه أشجع فكيف هذا "
ثم غشي عليه وسقط علي الأرض  فلما غشي عنه جعل يسرح النظر إلي أطرافه ويتفحص رجلا شفوقا كريما ليساعده , لكن لم يجد أحدا فتقدم نفسه إليه وقطع الحبال وأنزله من الشجرة ثم جلس تحت الشجرة ورأس إحسان في مهده , ثم نظف الدماء من وجهه ثم من رأسه واعتنقه وأخذ يبكي صياحا وجلبا ..
" بينما هو يبكي ويمسح دماءه لاح له كأس عند قدم إحسان فأخذه أحمد وأتي فيه بالماء من الوادى ثم سقاه إحسان...
بعد برهة قليلة فتح إحسان عينيه ووجد نفسه في مهد قائد الجيش وأخيه من الخالة أحمد فالتصق وقال : "أين كنت يا أخي ,وهل ماكنت تسمع ندائ إياك؟ إن سمعت فلم لم تأت إليّ ,ألست أخيك المحبوب  إن الأعداء قدانتقموا علينا "
"إنك  لقيني بغير الوجه الذي ذهبت, من فعل بك هذا أخبرني عنه؟؟" سأله أحمد
" هم فريد ومجيد وعتيد وشريف " أجابه إحسان  ( وكان فريد ومجيد أخوي سلمي , وعتيد أباها وشريف عمها لكن لم  يكن يعلم أحمد وإحسان ذلك )
                                                                                                       ثم رفع أحمد إحسان علي رأسه وأتي به إلي غرفته في صحراء يمن .. فلما وصل به الغرفة فما وجد سلمي في الغرفة  فحار الدم مرة ثانية وجعل قلبه يخفق وهلع هاجسه وطارت قرارة نفسه واختلج حله اللاعج وجمجم فمه وسمي في قلبه ودماغه الصوت كما صوت الرعد عندئذ يقصف , وفكر أن الحب قد بتل
لكن أحمد دخل في الحجرة الداخلة الصغيرة فإذا هي سلمي نائمة وهي مغروقة في العرق كما هي تضطرب في الحلم  , وقال في نفسه " يا ألله ماهذ ا ؛ أهي عروق من النوم ام مطر من السماء" وما طابت نفسه بإيقاظها إياها وجلس عند إحسان في وجه مغموم مكروب لما نال إحسان من الأذى والألم – وقال : " أعف يا إحسان وعفوا لي إنك نلت هذه المصائب بسببي, ياليتني ماكنت أرسلتك فما نلت هذا   "
" يا قائد الجيش المعظم ماذا تقول؟ لا, لا تقل هكذا , فإني إذاأسمع هذا لا يطيب لنفسي , وعليّ واجب أن أمتثل أمرك" قاله في لحظة من يقول أمام ملكه
بينما كانا يتبادلان الأقوال الحبة إذ جاءت سلمى وقالت " كيف أنتما ؛ وأين أولئك أقاربي سأقتلهم جميعا ؟" ثم جنفرت شعرها وأرادت الخروج من الغرفة لكن لم يدع أحمد أن تخرج وقال لها ما جاء بك اليوم ؟ هل أنت مجنونة أم فقدت عقلك ؟ صب عليهاجام الغضب
" دعني أذهب " إستأذنت في لطف
" لاتتبعي حلمك فإنه كذب " كأنه نصحها
" الحلم ؛ وكيف علمت أني رأيت الحلم؟" تعجبيت سلمي علي قوله الغيب
فقال : " إذا جئت الغرفة فما وجدتك فخفت عليك ثم ذهبت عاجلا إلي الحجرة التي فيها كنت نائمة فوجدتك مغروقة في العروق ففهمت أنك في الحلم المخطر "
"وكيف أنت يا إحسان هل تحس الأن الإستراح؟" سألت لإحسان
" كنت أتفكر في الذهاب إلي بيتي . والأن لا أذهب قط , فإني ماكنت أعلم أن أقاربي يظلمون أناسا " عرضت رأيها عليه
. " لا , لا تقل هكذا فإنهم أهلك وعليك أن تتمثلهم " نصحها
" لكن ....." " لا تأملنّ ذلك " قالها يقطع قولها
"فماذا أصنع " سألت
" إذهبي إلي أهلك والحقي بهم سنجئ عقب وصولك هناك " قالها أحمد في لحظة النصيحة
ثم ذهبت سلمي تاركة أحمد وإحسانا وكانت تلوي وجهها إليهما وتنظر بنظرالحب المملوء بالدموع حتي غابا عن نظرها .. فلما بلغت سلمي بيتها سلمت علي أهلها أخذت تبكي متوارية في مهد أمها ؛ فتعجبت أمها لبكاءها واستعملت واستفسرت منها عن بكاءها فأخبرت سلمي أمها كل ذلك ، فبينما كانت سلمي وأمها في قصة سلمي المملوءة بالحزن والكرب إذبلغ أحمد ومعه جمع غفير من الجيوش
 فلما رأت هذا هلمت بأمهاواعتنقت وهمست في أذن أمها "هذا هو الرجل  أحمدالذي نصرني نجاني من الأفات والبلوى..
"ولكن لماذا جاء مع الجيوش إلينا " سألت أمها ترتاع إليهم
:إنهم جاءوا يقضون فريضتهم يوستعلم ماذايصنعون "  أجابتها ترتاع إليهم
قعد أحمدحذاء سلمى وأمر الجيش  :" فتشوهم وأتوابهم هاهنا "
فانتشر الجيش مع سيوفهم المغتمدة , وكان كل واحد من الجيش يتمني أن يعتقلهم ليناب الشهرةوالدرجة العلياء بين العسكر القومي , وجد كل من الجيش جدا وشمروا تشميرا وسووا نهورهم بالليالي لكن لم يجدأحد منهم ثمرات تشميراتهم وحق جهادهم
.. طال الوقت آنت الشمس إلي الغروب واشتدت حمرتها حتي انتشرت حمرتها علي أوراق الأشجار , وخاف أحمد علي أن يفوت أولئك الشرّار الذين تركوا إحسان علي وجه الموت واختطفوا عنه حياته ,                                             
 وكان الجيش أيضا يخافون علي أحمد أن لا يفقد الزعامة والشهامة والسيادة والسرئاسة في العسكر القومي إن لم يفز ويفلح في إعتقالهم ...             
وفي جانب آخر كانت دماء أحمد تجري وقفا وقفا لخوفه علي سلمي أن لا تعرض عنه ‘ لما كان يرغب فيها ويحبها وعدم بثّة سره بين أصدقاءه في العسكر إن لم ينجح في العمل -           
 قام أحمد ودخل حجرة سلمي فإذا رأى أحوذة ثلاثة رجال  وفعم قلبه خوفا وذعرا....وقال لسلمي
"من دخل البيت قبل برهة"؟
 "علمي وعلمك سواء " قالت تجيب لسؤاله ,
ونادي أحمد وقال لهم:" أدخلوا الحجرة وانتشروا كل ناحية الحجرة ".فانتشروا مع سيوفهم المغتمدة.
وجلس أحمد علي أريكة سملي معلقا رجليه فاذا رأي الثلاثةُ الذين كانوا تواروا تحت سرير تها رجلَي أحمد معلقتين, فأخذ احدمنهم رجليه وأسقطه علي وجهه وخرج الدم من أنفه وصرخ أحمد.
"ها تعالوا ههنا أولئك الشرار والمجرمين اعتقلواهم "
.. ثم أخرجوهم من تحت السرير, والتفت أحمد الي سلمي ينظر اليهابنظر النفرة ظاهرا وبنظر الحب والمحبة والغرام باطنا, وكان قلبه يرهل للقاءها ولكن من الاسف البالغ ان أقاربها ظهروا مجرمين في يده ففحصت سلمي النظر فيه وعلمت حالات قلبه الذي جرح في الحب فيها, ثم نظرت اليه بعينيها المدموعة في حزن أحمد وعدت اليه حتي لصقت به وأخذت تبكي مصرخة وتقول :" اذهب بي أيضا معك إلي ما ستسكن فيه " واستأذنت والديه ـ وكانقد ذاب قلباهما ‏‏‏من شدة الحب بينهما ـ فما أذنهما فقط بل دعوا لهمابا لخير , وترك أحمد أقاربها الثلاثة الذين اضطادوا علي إحسان وقال لهم :" ان لم ات بيتكم ما جعلت سلمي عروسا لي وما رأيت هؤلاء أسندةالعروس , أشكركم من عماقة قلبي  وسأعالج إحسان عاجلا".





Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

Post a Comment